تأليف : العلامة المحقق الشريف محمد بن رسول البرزنجي الحسيني ( 1040 - 1103 هـ ) عني به : حسين محمد علي شكري الإشاعة
لأشراط الساعة
من نفائس ما كُتب عن أشراط السَّاعة من بدايتها إلى أن تطوى صفحة الدُّنيا ، معتمداً في سردها على تبيان من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسام .
ومن المعلوم أن فقه أشراط الساعة .. من الأمور المهمة في الدين .
ويدل لذلك آخر حديث جبريل المشهور ؛ حيث سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة ، ثم علاماتها .
وما ذكر ذلك مع الإسلام والإيمان والإحسان .. إلا ليُشعر بالأهمية البالغة لهذا الموضوع .
إنَّ لهذا الكتاب مزايا يرتفع بها عمَّا سواه ، ويختصُّ بها عمَّا عداه .
فهو ليس من الكتب الَّتي ابتدعت تفسيرات للنُّصوص ، وقصرت علامات من أشراط السَّاعة على أحداث خاصَّةٍ بظنون اجتهادية ، فكبا بأربابها جواد الاجتهاد ، ولم تصب كبد الحقيقة .
كما أنَّه لم يسطر ترهاتٍ هذى بها بعض الكُتَّاب فيما يتعلَّق ببعض الأشراط ، فكانت أشبه بتنميق الخرَّاصين والكُهَّان ؛ لِما يزعمون من شقِّ ستار الغيب ، واستكشاف الأحداث من لَوْحِهِ .
ومع كثرة ما كُتب وما سيكتب في هذا الموضوع .. يبقى هذا الكتاب المبارك مرجعاً علمياً ، ومصدراً هاماً لمن أراد المعرفة والاطلاع ، والإحاطة بأحداث آخر الزمان .
نعم ؛ إنَّ مزية هذا الكتاب أَنَّه أثريٌّ خالص ، وكاتبه محدِّث بارع مشهور ، جرى في تأليفه على سَنَن الأسلاف ، وأودع فيه من الفوائد الحديثية والأشراط ما لا يوجد في سواه .
كما أُلحق به تعليقات للعلامة المحدث محمد زكريا الكاندهلوي رحمه الله ، زادت من أهمية الكتاب .
فهو حقّاً من الكتب الَّتي ينبغي أن تقرأ وتقتنى ، ومثله يعض الفطن عليه بالنَّواجذ ؛ لِما تميَّز به من أصالة وعمق واستقصاء ، وبعدٍ عن الانحراف والتَّخمين .
باختصار : هذا الكتاب فيه :
الرؤية المستقبلية للأحداث .. من المنظار النبوي الصادق .
وبالله العون والتوفيق