الإمام العلامة الحافظ المجتهد محيي الدين يحيى بن شرف النووي ( 631 - 676 هـ )
الأربعون النووية
كثيرٌ هم العلماء الذين جمعوا أربعين حديثاً وأفردوها في كتب مستقلة .
ومن هؤلاء الكبار الإمام النووي رحمه الله في كتابه هذا .
ودافعه إلى ذلك قول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : « ليبلغ الشاهد منكم الغائب » .
وقوله صلى الله عليه وسلم : « نضر الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها ، فأداها كما سمعها » .
ثم من العلماء من جمع الأربعين في أصول
الدين ، وبعضهم في الفروع ، وبعضهم في الجهاد ، وبعضهم في الآداب ، وبعضهم
في الخطب ، وكلها مقاصد صالحة رضي الله عن قاصديها .
أما هذا الكتاب فقد جمع فيه مؤلفه الإمام النووي رحمه الله أربعين حديثاً مشتملة على هذا كله .
وكل حديث منها قاعدة عظيمة من قواعد الدين .
وقد وصفه العلماء بأن مدار الإسلام عليه ، أو هو نصف الإسلام أو هو ثلثه أو نحو ذلك .
وقد التزم رحمه الله في هذه الأربعين أن تكون صحيحة ، بل ومعظمها في « صحيحي البخاري ومسلم » رحمهما الله تعالى .
وقد كتب لها القبول كسائر مؤلفات هذا الإمام الرباني الجليل ، وسارع طلاب العلم إلى حفظها وتدارسها .
حتى غدت من أهم المتون العلمية التي لا بد للطالب من حفظها ودراستها .
وتسابق العلماء على شرحها والتعليق عليها واستنباط الفوائد منها ، في شتى الأصقاع والبلدان .
وينبغي لكل راغب في الآخرة أن يعرف هذه الأحاديث ؛ لما اشتملت عليه من المهمات ، واحتوت عليه من التنبيه على جميع الطاعات ، وذلك ظاهر بأدنى تدبر .
وقد نوت دار المنهاج ما نواه الإمام النووي رحمه الله من التبليغ الواجب على كل أفراد الأمة ، ويتأكد في زماننا هذا الذي ما عدنا نشك أنه آخر الأزمان .
وقد وفق الله الدار لإخراج هذا الكتاب إخراجاً فنياً لائقاً ، فنسأله سبحانه وتعالى القبول .
والله من وراء القصد