المصنف
تصنيف : الإمام الحافظ أبي بكر عبد الله بن محمد ابن أبي شيبة ( 159 - 235 هـ ) عني به : الشيخ العلامة محمد عوامة المصنف
موسوعة حديثية من أكبر دواوين السنة النبوية ، ضم الأحاديث المرفوعة وآثار السلف ، فحقَّ أن يُقال فيه ما وصفه محقِّقه : ( إنه جامع الجوامع ،وديوان الدَّواوين ) .
وكيف لا يكون الأمر كذلك وقد قال العلامة الرامهرمزي رحمه الله في « المحدث الفاصل » : ( وتفرد بتكثير الأبواب ، وجودة الترتيب ، وحسن التأليف ) .
وقال عنه الحافظ ابن كثير رحمه الله في « البداية والنهاية » : ( أحد الأعلام وأئمة الإسلام ، وصاحب المصنف الذي لم يصنف أحد مثله قط لا قبله ولا بعده ) .
إن « المصنف » يتميز بمزايا عديدة ؛ منها :
ـ أنَّه من أكبر دواوين السنة النبوية التي جمعت بين الأحاديث النبوية وآثار السلف ، حتى إنه حفظ بين دفتيه كثيراً من أجزاء الروايات التي تعد اليوم مفقودة .
ـ إنه من أهم المراجع في معرفة فتاوى الرعيل الأول ، ومعرفة اتفاق السلف واختلافهم في مسائل الفروع ، ويرجع ذلك لاهتمامه الشديد بتناول مسائل الأحكام .
ـ رغم أنه مرتب على الأبواب الفقهية .. إلا أنه أوْلَى أبواب العلم الأخرى عناية كبيرة أيضاً ، فلم يقتصر على الأحكام فقط كما هو معروف في كتب « السنن » ، بل أضاف إلى هذه الأبواب غيرها من أبواب الترغيب والترهيب والفتن وغيرها .
وإنّ الكتاب قد ازداد حسناً إلى حسنه ، وبهاءً إلى بهائه ، حينما قيّض الله تعالى لتحقيقه والعناية به العلامة المحقق والمحدث المدقق : الشَّيخ محمد عوامة حفظه الله تعالى . ولا سيما إن كانت مدة تحقيقه لهذا الكتاب قد بلغت ست عشرة سنة ، نهج به منهجاً تحقيقياً دقيقاً يتلخص فيما يلي :
ـ جمع أكبر قدر من مخطوطاته الموزعة في مكتبات العالم ، ثم قوبلت بدقة وأناة ، فتبين من خلال ذلك العثور على عدد من الأخطاء والتحريفات التي تواردت عليها طبعات سابقة لهذا الكتاب ؛ كما هو معروف عند طلبة العلم ومشهور .
ـ كما خرج الأحاديث المرفوعة على منهج معتدل مؤصّل ، وذلك بالعزو لمشهور كتب السنة ، بتخريج الحديث تخريجاً كاملاً ، أضف إلى ذلك ربط أحاديث الكتاب المتكررة أو المجزّئة في أكثر من موضع من أول الكتاب إلى آخره .
ـ الحكم على الحديث صحة وضعفاً بالاستناد لكلام أئمة الحديث المعتمدين .
ـ وضع فهارس فنية متكاملة جاءت في خمسة مجلدات .
وغير ذلك من مزايا باهرة لا تخفى ، فخرج الكتاب ولله الحمد في ستة وعشرين مجلداً بأبهى حلة ، وأفخر طلعة ، وأصح طبعة .
وإن دار المنهاج لتشرف بتوزيع هذا الكتاب الذي هو منهج ومنهل لطالب العلم ، ونسأل الله تعالى مزيداً من خدمة كتب السنة المطهرة والمصنفات الحديثية المباركة .
والله الموفق والمعين