تأليف : العلامة الفقيه القاضي محمد بن عمر بَحرق الحضرمي ( 869 - 930 هـ ) عني به : محمد غسان نصوح عزقول الحسيني حدائق الأنوار ومطالع الأسرار
في سيرة النَّبيِّ المختار
صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه المصطفين الأخيار
كتاب جامع ، مفيد في بابه ، فريد في عرضه وأُسلوبه ، إنَّه يتحدَّث عن سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بطريقة المتمكِّن القدير ، المتثبِّت الخبير .
فقد استطاع مؤلِّف الكتاب ـ رحمه الله ـ أن يلخِّص كامل السِّيرة النَّبويَّة ، بما تشتمل عليه من أحداث ووقائع ، وما يتَّصل بذلك من آداب وسنن يجب الأخذ بها .
وممَّا تميَّز به هذا السِّفر المبارك : تَثَبُّتُه الأكيد في عرضه للغزوات النَّبويَّة وما يتعلَّق بها .
فتحرَّى الدِّقَّة في النَّقل ، والاقتصار على ما هو ثابت بأسانيد الثِّقات ورواية الضَّابطين من أهل الأثر .
فخالف بذلك القاعدة الَّتي اشتهرت بين العلماء ، ونصُّها :
وليعلم الطَّالب أنَّ السِّيَرا | تجمع ما صحَّ وما قد أُنكِرا |
فنأى محتوى هذا الكتاب عن النَّكارة ، وتجنَّب كَلَّ ما لا مستند له ، وعزا الأحاديث إلى مخرِّجها ، مع بيان مراتب الأحاديث .
ومن مزاياه أيضاً : تلك الفوائد العزيزة المنثورة في ثنايا الكتاب ، وهي من الأهمِّية بمكان .
إلى غير ذلك من الاستنتاجات والاستنباطات العلميَّة النَّفيسة في هذا الباب .
ثمَّ جاء الاعتناء به .. فحقَّق المعتني به نصوصه ، وفسَّر غريبه ، وأشار إلى أرقام الأحاديث في كتب السُّنَّة الغرَّاء .. فتمَّم بهذا الاعتناء الفائدة ، ويسَّر لمن أراد البغية .
هذا بالإضافة إلى تلك المخطَّطات والمصوَّرات الجغرافيَّة الَّتي توضح للنَّاظر فيها موقع كلِّ غزوةٍ ، وما يكتنفها من أماكن ، تسهِّل استيعاب الحدث ، وتمكِّن من الفهم الجليّ .
والخلاصة : إن هذا الكتاب بحقٍّ يعدُّ من غرر كتب السِّيَر ، ولئن كان خميص المبنى .. فهو بطين المعنى ، عذب المورد ، غزير الفوائد ، عظيم العوائد .
وقد أكرمنا الله في هذا الكتاب بإعادة الحقِّ إلى أهله ، والأمور إلى نصابها ؛وذلك أنَّه قد طبعت طبعته الأُولى منسوبة إلى الإمام العلاَّمة ابن الدَّيْبَع رحمه الله ، بينما الكتاب للإمام العلاَّمة بحرق رحمه الله .
ولمعرفة تفصيلات هذا الأمر .. يرجع إلى مقدِّمات الكتاب .
فالحمد لله على توفيقه أوَّلاً وآخر