تأليف :
الإمام العلامة المحدث الفقيه كمال الدين محمد بن موسى بن عيسى الدميري ( 742 - 808 هـ )
عني به :
محمد شادي مصطفى عربش
مختصر شرح لامية العجم وهو تلخيص كتاب « غيث الأدب الذي انسجم »
« لامية العجم »
للأديب المِصْقَع الطُّغْرَائي تسامي ضرتها « لامية العرب » للشَّنْفَرَى
في المنزلة الأدبية والقيمة الفنية ، وإن افترقا من حيث تناول الموضوعات .
ولقد حظيت « لامية العجم » في المحافل الأدبية بالاهتمام ، فتناولها محبُّو الأدب بالحفظ والاستشهاد ، وأشادوا بفنها وسموِّ أدبها .
وهبَّ غير واحد من المعنيين بالأدب العربي
فنقَّبوا عن كنوزها ، وغاصوا في لجِّها ، واستخرجوا جواهرها ، وأماطوا
اللثام عن محيّا بلاغتها .
وكان ممن أعنق إلى تبيان ذلك الأديب المؤرخ خليل بن أيبك الصفدي ، الذي سلك فيه منهج الاستقصاء والبسط .
وهو مع هذا أعنق في ذكر المِلَح والغرائب ،
وأضاف إلى ذلك نقل أشعار ماجنة ، فاعتبر هذا الصنيع من المآخذ عليه رغم
نفاسته ، وودَّ المتفقهون لو خلا هذا الكتاب المفيد مما يعيب .
فقام إمامنا الدَّميري رحمه الله باختصار « شرح الصفدي » وتهذيبه ؛ ليتعاظم الانتفاع بفوائد الأصل .
فجرده من الأشعار الخليعة ، وحذف منه تديُّناً تلك الأقاصيص الشنيعة .
ثم إنه قام إليه ونقّحه ، وهذّبه ودبّجه ،
واصطفى من كل أبيات رائقة ، وأدبيات شائقة ، تهتزُّ لها الأفئدة فرحاً
طرباً ، وتطرب لها المسامع تأثراً ، فلم يدع لأحد بعده مقالاً .
وحينما عزمت دار المنهاج
على إخراج هذه التحفة الأدبية إلى عالم المطبوعات ، وإهدائها إلى الناطقين
بالضاد .. وكّلت تحقيقها إلى لجنتها الموقرة ، ذات الكفاءة العلمية والهمم
العليّة ، وذات الخبرة الأدبية ، وسعة الاطلاع في علوم العربية ، المضطلعة
في هذا الفن .
فكان ـ ولله الحمد والمنة ـ أن تمَّ إخراج
الكتاب في حلية التحقيق ، والضبط والتدقيق ، مشفوعاً بحلل فن الطباعة ،
ومتوّجاً بتاج الأناقة ؛ لأن صفة الإتقان من أهدافها الأولية .
فإليكم عشاق الأدب هذا الكتاب يرفل في برد الجمال .
والله المسؤول أن يتوج أعمالنا بالقَبول
|